أخيرا... الإنترنت للمكفوفين وضعاف النظر

أخيرا... الإنترنت للمكفوفين وضعاف النظر

هل سيزداد اهتمام المؤسسات العربية بالمكفوفين العرب؟

لندن: حيدر حاجي
لقد غيرت الانترنت طريقة تواصل المعلومات بشكل هائل في السنوات الاخيرة، فكما يعلم الجميع اصبح من السهل الحصول على أية معلومة من أي مكان في العالم خلال ثوان. وتمتد استعمالات الويب من شراء احدث المنتجات عبر الشبكة، الى العثور على فرص العمل إلى القيام بالمعاملات البنكية، بالاضافة الى الترفيه. الا انه قد يغيب عن الانظار احيانا دور الانترنت في تقديم الخدمات الانسانية لفائدة المعاقين والاشخاص الذين مروا بظروف صعبة خلال مشوار حياتهم، هذا دون ان نتوقف عند الخدمات التي توفرها بعض الجمعيات الخيرية وحقوق الانسان من خلال الشبكة، بل المقصود التعرف على دور الانترنت في تحسين حياة هؤلاء وبالتحديد المكفوفين وضعاف النظر، من خلال تقديم برمجيات تيسر لهم التعامل مع الآخرين او حتى من خلال مواقع شبكية مصممة بطريقة تيسر للمكفوفين قراءة المعلومات مباشرة من الموقع ذاته. والجدير بالذكر ان المواقع الغربية تزخر بالعديد من الخدمات لصالح هذه الفئة من الناس التي تشمل عددا كبيرا من الشركات تروج مختلف المنتجات وكذلك الجمعيات التي تقدم النصائح لمصممي صفحات الانترنت لكي يأخذوا هذا الامر بعين الاعتبار عند برمجة المواقع. وقد قامت «الشرق الأوسط» بعملية بحث للعثور على المواقع الغربية والعربية المختصة بالمكفوفين وضعاف النظر، في محاولة لتسليط الضوء على هذا الجانب من خدمات الانترنت.
المواقع الغربية يبدو ان الغرب ايضا يعاني من قلة وجود المواقع المصممة بطريقة تسمح لضعاف النظر والمكفوفين من قراءتها كما تذكر بعض الأبحاث التي قامت بها المؤسسة الوطنية الملكية البريطانية للمكفوفين (www.rinb.org.uk). فغالبا ما يركز مصممو الصفحات على الناحية البصرية للموقع. علما بأن موقع المؤسسة على الانترنت يوفر مجموعة جيدة من النصائح التقنية موجهة لمصممي صفحات الانترنت لكي يستطيع الذين يعانون من مشاكل كبيرة في النظر من قرائتها، وبالتالي الاستفادة من المعلومات بالشكل نفسه الذي يستفيد منه المبصر. وعلى سبيل التوضيح، يمكن للانسان الضرير ان يستخدام بعض البرمجيات ليتعرف على محتوى الموقع من خلال تسجيل جميع الوصلات (Links) في صفحة واحدة ثم تقوم البرمجية بتحويله الى نص يستطيع فاقد البصر قراءته. الا اذا كان عنوان الوصلات يحمل عبارة «أضغط هنا» فقط على سبيل المثال بدون أي تلميح عن موضوعه. ففي هذه الحالة لن يستطيع الانسان الأعمى معرفة محتوى الصفحات، وبالتالي تصبح عملية تصميم الصفحات حسب متطلبات فاقدي البصر مهمة. ويزخر الموقع بعدد كبير من النصائح المشابهة. ومن جهة اخرى، يحاول موقع «كاست» على الانترنت (www.cast.org/bobby)، وهو مؤسسة للخدمة العامة تستخدم قطاع تقنية المعلومات لتسهيل حياة المكفوفين وضعاف النظر، بتوفير معرفة اذا كان هناك موقع معين يمكن ان يستخدم من قبل هؤلاء أم لا. ويتم ذلك عبر ما يعرف بـ«بوبي» وهو عبارة عن برنامج يرتكز على الويب Webbased program))، ويقوم بقياس العديد من الاشياء في الموقع من بينها برمجة «إيش تي إم إل» لمعرفة صلاحيتها في هذا الجانب. كما يمنح «بوبي» تقارير لفائدة المصمم يستطيع الاستفادة منها حين تصميم مواقع الانترنت لفائدة الفئة المذكورة. ويعد اكثر المواقع التي تلفت النظر في هذا الاطار، موقع شركة الاعلام «ويميديا» (www.wemedia.com) التي تختص بشؤون المعاقين، حيث يوفر هذا الموقع فرصة تحميل متصفح «ويميديا» الصوتي مجانا. ويختلف المتصفح عن القارئ الآلي بكونه يعمل بتقنية خاصة تعتمد على نظام تحويل صفحات «انترنت» الى نصوص صوتية. وبمجرد دخول الموقع الذي يرغب فيه المستخدم، يقوم المتصفح تلقائيا بعملية التحويل، ثم ينتظر امر المستخدم بقراءة الملف، ويمكن التحكم في هذه العملية من خلال اسهم لوحة مفاتيح الكومبيوتر. كما يمكن استخدام نفس الاسهم في عملية التنقل بين السطور والفقرات. ولا يحتاج الا لبطاقة صوت وسماعات، ومتصفح اكسبلورر الذي أنتجته شركة «مايكروسوفت». والجدير بالذكر ان الموقع يحتوي على مقالات عديدة تخص المعاقين والمكفوفين، وتتراوح مواضيعها من الرياضة الى نصائح للسفر واقامة الرحلات الاستكشافية وغيرها.
* الخدمات العربية
* ومن جهة اخرى، كانت أول المحطات العربية موقع شركة صخر (www.sakhr.com/products) الذي يوفر بعض المنتجات التي تساعد المكفوفين في الحصول على المعلومات بسهولة. ومن بينها الآلة القارئة التي تستخدم تقنية معالجة الكلام، وبالتحديد تقنية تحويل النص الى الصوت (TexttoSpeechTTS) باللغة العربية. ونظرا للطبيعة الخاصة للغة العربية، ولأن احتمالات قراءتها بدون تشكيل عديدة، كان من الصعب توليد الكلام من أي نص بدون تشكيله، لذا يعد المشكل الآلي أحد إنجازات شركة صخر في أبحاث اللغة العربية، حيث يعتبر التشكيل عنصرا اساسيا في نظام التخليق الصوتي لتوليد النطق المناسب. والمعروف ان القارئ الآلي تم دمجه لأول مرة مع تقنيات «تي تي إس» (TTS) لخدمة اللغة العربية. ومن جهة اخرى، ومع ان موقع شركة «دكسبيري سيستمز» (www.duxburysystems.com) يعد غربيا، الا انه يوفر برمجيات عديدة لفائدة المكفوفين من بينها واحدة لفتت الانظار، وهي «مكمل برايل العربي» (Arabic Braille Supplement). اذ تستطيع هذه البرمجية تكوين وتحرير النص العربي داخل برنامج «مايكروسوفت ويرد» باللغة العربية، ثم بعد ذلك تقوم بجلب وترجمة الملف الى البرايل بالعربية. وتصل تكلفة هذه البرمجية الى حوالي 950 دولارا. وربما من اكثر المواقع التي استحقت التشجيع، موقع «برايل العربي» (http://www.home4arab.com/members//computers/ccis) حيث قامت مجموعة من المبرمجين العرب بتصميم برامج لفائدة المكفوفين، من ابرزها برنامج «محرر برايل العربي». وتعتمد فكرة البرنامج على تمكين الشخص الكفيف من ادخال بياناته الى أي جهاز كومبيوتر، وباستخدام أي لوحة مفاتيح كما لو كانت آلة بركنز. بمعنى انه بامكان الكفيف ادخال حروف برايل باستخدام عدد محدد من ازرار لوحة المفاتيح. كما يقوم برنامج «محرر برايل» بترجمة ما يقوم الشخص الكفيف بادخاله الى اللغة العربية ليتمكن الشخص المبصر من فهمه وقراءته.
ولا يقتصر البرنامج على تسهيل استخدام الشخص الكفيف لجهاز الكومبيوتر، بل يسهل على الشخص المبصر أيضا التعامل مع المكفوفين وذلك باتاحة فرصة كتابة النصوص العربية في البرنامج، ثم تحويلها إلى برايل وطباعتها باستخدام طابعات برايل المتخصصة.