ما زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية تولي الاهتمام البالغ بحركة المقاومة الإسلامية حماس رغم استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ولعل هذا ما دفع الكثير من وسائل الإعلام هذه تهتم بملف تواصل الإدارة الأمريكية مع حركة حماس، إذ يعتري حكومة "إيهود أولمرت" القلق والتوتر من استمرار هذه الاتصالات وتفاعلها خلال الأشهر القليلة الماضية وزيادة عددها المرة تلو الأخرى وعدد مصادرها رفيعي المستوى، وربما يزداد تخوفها مع دخول واشنطن إدارة أمريكية جديدة برئاسة الديمقراطي "باراك أوباما" الرئيس الأمريكي المنتخب في العشرين من يناير القادم للبيت الأبيض.
فقد ذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "والا" أن ثمة اتصالات ولقاءات عقدت سرا بين أعضاء من حركة حماس وأعضاء بارزين أمريكيين وأوربيين معا (دون ذكر أسمائهم)، وذلك في الفترة الأخيرة – وإن رجح الموقع الإسرائيلي عقدها قبل شهر تقريبا – مشيرا إلى أن من بين أعضاء حركة حماس كان "أيمن دراغمة" و"منى منصور" و"سميرة خليفة" و"باسم الزعارير"، مؤكدا وبقوة أن هذا اللقاء سبقه لقاءات سرية أخرى، وعلى فترات متقاربة.
ويضيف الموقع الإسرائيلي قريب الصلة بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن هذه اللقاءات جمعتها خيوط مشتركة تتعلق بمحاولة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شليط"، منذ الخامس والعشرين من يونيو 2006، والتدخل الأمريكي – الأوربي لإطلاق سراحه مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى طلب الأمريكيين والأوربيين تجديد التهدئة بين حماس والحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع عشر من الشهر القادم –مع نهاية مدة الستة أشهر المتفق عليها بين الجانبين- فضلا عن مناقشة تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن الأعضاء الأمريكيين هم من طلبوا لقاء حركة حماس وليس العكس، ليسمعوا كيف تفكر الحركة، وما هي أيديولوجيتها السياسية، وإن زعم أن اللقاء الأخير بين الطرفين قد تم قبل شهر تقريبا في مدينة رام الله.
لكن الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "إن إف سي" أوضح أن المصادر التابعة لحماس التي اشتركت في اللقاءات الأخيرة طلبت من نظرائهم الأمريكيين اعتراف الإدارة الأمريكية الجديدة بحركة حماس وبأيديولوجيتها في قطاع غزة وحكمها الخاص والمستقل في القطاع، والتأكيد على أنها مختارة من قبل الشعب الفلسطيني في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي عقدت في يناير من عام 2006، مشيرا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" قد أرسل خطابا لباراك أوباما الرئيس الأمريكي المنتخب لتهنئته، طالبا منه الاعتراف بالحركة وضرورة لقاء إدارته بأعضاء من حركة حماس في أي وقت وأي مكان يختاره "أوباما".
يستخدم الموقعان الإسرائيليان لغة توتر وقلق من تواصل الإدارة الأمريكية وكذا الاتحاد الأوربي مع حركة حماس، خاصة مع اعترافهما بأن هذه الاتصالات لم تكن الأولى من نوعها، وإنما سبقها لقاءات أخرى مشتركة ولأكثر من مرة، وسبق أن علقت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية وأبدت كعادتها قلقها من هذه الاتصالات.