هى سورة لاكرام النبي صلى الله عليه وسلم
"قال تعالي"
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(3)}.
*سبب نزولها *
هنا اختلف الكثير من المفسرين فى سبب نزولها فمنهم من قال :-
- أخرج البزار وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقال له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى هذا المنصبر المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السقاية، وأهل السدانة ! قال: أنتم خير منه، فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}.
- وهناك قالو ا لما مات اولاد النبي صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل: دعوه فإنه رجلٌ أبتر لا عقب له -أي لا نسل له- فإِذا هلك ومات انقطع ذكره فأنزل الله تعالى هذه السورة، لان عند العرب الذى لا ولد له يسمى مبتور
*تفسير الايات ومعانيها *
- {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
انا : المقصود بها الله عز وجل
اعطيناك : وهبنا لك ومنحناك ايها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
الكوثر : ان المفسرون اختلفوا فى معانها :- المعنى الاول : الخير الكثير, والمعنى الثانى :- هو اسم نهر فى الجنة اعطاه الله الى نبيه الصادق الامين , وهذا النهر يصب فى حوضه الشريف ويذكر ان الرسول عليه الصلاة والسلام رآه وهو يعرج فى السموات السبع ,و وصف هذا النهر : هو نهرٌ في الجنة حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربتُه أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل
"الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريماً لمقامه الرفيع وتشريفاً أي نحن أعطيناك يا محمد الخير الكثير الدائم في الدنيا والآخرة"
- {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
انحر : اذبح
" أخلص صلاتك وذبحك ونحرك لوجه لله -جل وعلا ,ثم إن الله -جل وعلا- نص في هذه السورة على عبادتين عظيمتين: هما الصلاة والذبح؛ (الصلاة ) وما نُقِلَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادة كما نقل عنه في شأن الصلاة؛ ولهذا رآه أصحاب كثيرون من أصحابه وهو يصلي، وصلى معه كثير من أصحابه، ونقل صلاته -صلى الله عليه وسلم- في بيته، وفي مسجده، وايضا نقلت صلاته في حال صحته، وحال مرضه؛ لأنه كان -صلى الله عليه وسلم- شديد الاهتمام بها.
اما (النحر ) اى اذبح من الابل فى لوجه الله العظيم , حيث كان المشركين يقوموا بنحر الابل والبقر وتقديمها للاصنام دون الله
ويلاحظ ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان حريصا على هاتين العبادتين وشديد الاهتمام بهما, لأن الله -جل وعلا- أمره بهما أمرا عاما، ثم أمره ربه -جل وعلا- بهما أمرا خاصا في هذه السورة"
- {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
شانئك : مبغضك او كارهك
الابتر : المقطوع
"أي إِن مبغضك وكارهك يا محمد هو المنقطع عن كل خير فى الديناو الآخرة، بينما ذِكرُ الرسول مرفوعٌ على المنائر والمنابر، واسمه الشريف على كل لسان، خالدٌ إِلى آخر الدهر والزمان"
نرجو لكم الاستفادة